كان يعرف ان اليوم هو الموعد، لم يكن يحتاج الي شيء يذكره.. علت شفتيه ابتسامة عريضة وهو يفكر في مخطط يومه.. اخذ طريقه المعتاد الي الجامعة ليحاصر بتحيات الاصدقاء.. كان عامه الدراسي الاخير بكلية العلوم... وصل اخيرا الى مبنى شؤون الطلاب.. كان يعرف ان هناك شيئا ينتظره... امسك الخطاب وهو يتأمل العنوان خارج المظروف، هذا الخط الطفولي الذي يعرفه تماما لا يمكن الا ان يكون لتلميذ بالمرحلة الابتدائية، ولكنه كان يعرف عمر صاحبته جيدا.. وضع الخطاب في جيب بنطاله وابتسم لنفسه وهو يتساءل عما يحويه هذه المرة.. عاد اخيرا الى المنزل.. اغلق باب حجرته جيدا لينفرد بالخطاب... كان ظرف ثقيل كالمعتاد..اخرج منه ورقة بعشرة جنيهات مكتوب عليها تذكار، واوراق كثيرة مطبقة مليئة بالكلمات والرسوم وبعض القصائد وصورة شخصية... ذهب الي الحاسب الالي ليترك لها الرد علي الايميل، فقد اعتاد ان يخبرها بوصول خطابتها دائما، ولكنه وجد منها رسالة اخري قي صندوق البريد
"عزيزي اكرم... شلون احوالك.. انشالله تكون بالف خير..هههههه... شفت بتكلم زيك ازاي؟؟ المهم... انت عارف اني بمر بوقت صعب الفترة دي، الثانوية العامة وكده، بس مش دي المشكلة، في حاجات كتير كان نفسي اقولك عليها بس للاسف ماينفعش، انا مش هقدر ابعتلك تاني، اقصد على الجامعة ويمكن عالايميل، مش عارفة ازاي كنت فاكرة ان احنا ممكن في يوم نتقابل، انت شخص مختلف عن كل الناس اللي اعرفهم، لكن انت عارف ان مستحيل نتقابل في يوم من الايام، ده بيخلي حاجات كتير مستحيلة عشان كده احنا المفروض مانتكلمش تاني.. مش عارفة اشرحلك اكتر من كده.. بس ارجوك ماتبعتليش اي رد ولا اي حاجة من اللحظة دي... وارجوك ماتزعلش من اي حاجة... لا اله الا الله"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق